مر ما يقرب من ستة أشهر و يزيد على ثورة الشعب المصرى على النظام و جميع أوضاع الفساد.. و من خلال تعاملاتى اليومية مع الأهل و الأصدقاء و زملاء العمل و سماعى لأحاديث ركاب المواصلات العامة...اشتهرت جملة (يا بركات الثورة) ولذلك وجدت أنه لابد من كتابة مقالة بهذا العنوان..
و فى هذه المقالة أرصد بعض التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى ربما من نواحى لم تتناول من قبل
1- المواصلات
بالإضافة للمعاناة من ازدياد أسعار الأجرة للميكروباص و السرفيس بعد الثورة و دون أى وجه حق..و اضطرار الجميع للرضا بالأمر الواقع من أجل الذهاب للعمل و عدم إثارة المشاكل..أيضا المترو..نالته بركات الثورة ...فى عربات السيدات أصبحت تجد بعض الرجال الذين يركبون فى العربات المخصصة للسيدات و ليس سهوا أو خطأ منهم و لكن بقصد .. (ما خلاص مفيش شرطى واقف ياخد الغرامة و كمان عربيات الستات مابتبقاش زحمة زى عربيات الرجالة) كما قال أحدهم..و لكن ما أذهلنى فى الأمر هو عدم تقبل العديدات من راكبى المترو لهذا الأمر بل و الثورة على هؤلاء الرجال حتى طردهم فى المحطة التالية من العربة...و قول احدى السيدات ( ما هو احنا لو سكتنا معدناش هنلاقى عربية سيدات بعد كده و الرجالة هيركبوا معانا فى العربيات المخصصة بتاعتنا) و بعض السيدات الممتعضات اللاتى يتندرن على أيام ما قبل الثورة ( ما هى بركات الثورة اللى خلت مفيش شرطى يحاسب الرجالة دى و يعرفهم شغلهم) ..
و وسط هذا الموقف داخل المترو..ما أسعدنى هو تغيير سيكولوجية المصرى ..الذى أصبح يرفض السكوت عن الخطأ و يقاومه و يقومه :)
2- الجيش
ليس فى تناولى لزاوية الجيش أى نقصان من قدر جيشنا العظيم لا سمح الله ..و لكنى اتناوله من وجهة نظر عائلات أقاربى و أصدقائى ..للأسف أصبح لسان حال الأهالى (يا بركات الثورة اللى خلت كل الولاد لما يقدموا على الجيش يتقبلوا و مش بس كده يلبسوا 3 سنين ظابط احتياط :( ) … أعلم سوء نفسية العديد من هؤلاء الشباب حديثو التخرج الذين لم يلبثوا أن فرحوا بانتهاء الدراسة و بدء سعيهم للعمل و ربما للبحث عن شريك الحياة و تكوين الأسرة حتى يجئ خبر القبول و الالتحاق بالجيش لينزل كالصاعقة التى تهد كل هذه الأحلام و الأمانى ..و لكنها ظروف الوطن الغالى الذى يحتاج أبناؤه
3- مسلسلات الخطف مستمرة
نعم ..أقصد هنا خطف الأشخاص..انتشرت العديد من العصابات بعد الثورة التى تقوم بخطف الأشخاص من ذويهم (شباب – أطفال – نساء) و تطالب بفدية و مبلغ كبير من المال وسط غضب و ذعر العديد من الأهالى حتى يصل الأمر بالبعض إلى قطع الطريق العمومى حتى تقبض الشرطة على الجناة و تحضر ذويهم..هذا كعنصر من عناصر الانفلات الأمنى (بركات الثورة المعتادة) التى للأسف تزداد يوما بعد يوم بالذات فى الأقاليم و المحافظات المنسية.
و أخيرا … يا بركات الثورة التى أعادت الكرامة و الهيبة للإنسان المصرى ..و لكن العيب و العار و الذل و الهوان لكل من تسول له نفسه أن يستغل لحظات اعتلال الوطن و عدم استقرار الأوضاع من أجل أن يثير الرعب و الفزع فى قلوب الناس بل و يستغل الأوضاع فى جشع و طمع مادى لا يمكن تصوره.
دمتم فى حفظ الله …
**********************************************
فضلا إذا أعجبتك المدونة قم بمتابعتها بالضغط على
Follow with Google friend connect
و المشاركة مع الأصدقاء عن طريق الضغط على
Tweet or Like
و إذا كانت هذه زيارتك الأولى فيمكن قراءة المقالات المهمة بالإضافة إلى متابعة بعض المدونات المهمة فى رأيى فى القائمة التى على اليمين
No comments:
Post a Comment