لماذا بدأنا نكره ثورتنا....
قامت ثورة 25 يناير من أجل مصر أفضل...من أجل الجميع..من أجلى و من أجل أولادى و من أجل عائلتى..من أجل كل مواطن مصرى يعيش على أرض مصر الطيبة أو خارجها...
أخرجت الثورة أفضل ما فينا..أظهرتنا للعالم فى صورة الشعب المتحضر السلمى الذى ينظم ثورة و يطيح بنظام و بعدها ينظف الشوارع ليس فقط هذا بل و يحاكم عناصر و رؤوس النظام السابق محاكمات مدنية....
امتلأت رؤوسنا بالأحلام و الآمال و اقشعرت أبداننا بعد تنحى الرئيس عن الحكم و تولى المجلس العسكرى شئون البلاد...كنت تستطيع أن تشعر بالأمل الذى فى النفوس...بالعزة بالكرامة...بالخير...بالأمل ...بالحلم...بالإنسان داخل كل منا...بالطفل داخل كل منا الذى يرقص طربا و فرحا...لأن البلد حرة..لأن بكرة أحلى...لأن مصر اتحررت...
و مرت شهور بعد الثورة...و تاهت أحاسيس الفرحة...و اختلطت المشاعر...و تعالت الصيحات و كثرت المشاحنات...و صرنا نكره ثورتنا...
لماذا؟؟!!
قد تكون الثورة أخرجت أحسن ما فينا...أروع ما يوجد داخل الإنسان من قيم و جمال...و لكنها أيضا أبرزت أسوأ ما فينا...
من طمع للوصول إلى السلطة...من سوء فهم و عدم تقدير للآخر..من استهزاء ببعضنا البعض...من تخوين للآخر...و تكفير للآخر فى بعض الأحيان....و استقطاب جانب كبير من الناس دون وجه حق و بأقنعة كاذبة...
و شيئا فشيئا...تناسينا أهدافنا...و أعمى الضباب قلوبنا...و صرنا نتشاحن و نتباغض و نتصارع..و نسينا ثورتنا...بل كرهناها...
و فى ظل هذه الأثناء....لاحت الفرصة لكل من يريدون الإطاحة بهذه الثورة...فلول...مؤامرات...منازعات ...مشاحنات...حدث و لا حرج....
باتت الثورة على المحك....
حقيقة...أفرزت الثورة أسوأ ما فينا...صار التمرد على الحاكم ...شرعية ثورية...و أقصد هنا بالحاكم ...أى حاكم...محافظ...مدير مسئول فى مؤسسة...و غيرها...و هنا ظهرت المطالب الفئوية...
حتى فى الجامعة...أصبح الأستاذ يرتعد من الطالب...و الطالب يرعب الأستاذ و عميد الكلية ...
و اتجهنا إلى منحنى خطير جدا...ما يسمى الانحدار الأخلاقى....
فى ظل الشرعية الثورية...نسى كل منا ..مصر...الوطن الأكبر..و همومه و مشاكله..و اقتصاده و حاله...باتت مصر فى الانعاش...و أصبح كل منا يطالب بحقه فى عيش كريم....
كيف لك أن تعيش...أن تتنفس...و هذا البلد الذى تعيش فيه...يرقد على فراش المرض...يئن من 30 سنة من الذل و القمع و الاستعباد...يريد أن يتعافى...و لكن لا يجد سوى صراع الجميع من أجل الفوز بتورتة الحكم و السيطرة على الجميع...
لك الله يا مصر..يا درة العين و يا مهجة الفؤاد...
الحل....
علينا أن نستجمع أنفسنا و نلتقى على وحدة الوطن...و تتحد أيادينا من أجل رفعة هذا البلد...
ليس هناك فارق بين مسلم و مسيحى ...بين أى من القوى السياسية...الكل فى النهاية مصريون....يعشقون هذا البلد...
عاشت مصر حرة....
****************************************************************
فضلا : إذا أعجبتك مدونتى فرجاء أن تتابع المدونة بالضغط على
follow with Google connect.
و المشاركة بالنشر لأصدقاءك عن طريق الضغط على
Like
No comments:
Post a Comment