Thursday, July 14, 2011

قد يصبح بعض الثوار أسوأ من الدكتاتور الذى ثاروا عليه!!


قد يصبح بعض الثوار أسوأ من الدكتاتور الذى ثاروا عليه!!


استوقفتنى بعض الأمور التى حدثت فى ميدان التحرير هذه الأيام وأود التعليق عليها و بصورة أدق من وجهة نظر رأى الشارع الذى أتعامل معه و ألمسه كل يوم:

موضوع غلق مجمع التحرير و بعد ذلك إعادة فتحه و كتابة لافتة كبيرة عليه "مفتوح بأمر الثورة" و ما قام به بعض الشباب المعتصمين فى الميدان بعمل تشريفة للموظفين أثناء دخولهم المجمع..منظر لم يعجب الكثير من أهل الشارع...بل أصبح لسان حال الشارع الآن "هما اللى فى الميدان دول محدش قادرلهم و الا ايه؟!"

هل أصبح الثوار دولة داخل الدولة؟؟!!

كمية المطالب العاجلة و المستمرة التى تطل علينا كل فترة و أخرى من الائتلافات العديدة الموجودة فى الميدان و ما فيها من مطالب و مهلة للمجلس العسكرى و غيرها من الأشياء و التحذير من التصعيد...عذرا..ماذا يعنى التصعيد..."هنعمل حرب يعنى..هنحارب الجيش بتاعنا...!! هو احنا اللى هيحكمنا شوية العيال اللى قاعدين فى الميدان"

الأنباء المتواترة عن أشكال الخيم فى الميدان و صورها التى تعرض فى وسائل الإعلام المختلفة ..خيمة عليها دش و فيها ريسيفر..و خيم يقولوا بيتلعب فيها بلاى ستيشن..لا يعطى الانطباع أبدا أن من فى الميدان معتصمون من أجل قضية ما و لكن يعطى انطباع أكثرأن ما يجرى فى الميدان مجرد سفارى أو معسكر صيفى , و شيئا فشيئا لن يصبح هناك من يتخيل أن من فى الميدان يعملون من أجل مصر!!!

ما حدث من تعليق بلطجى فى عمود فى الميدان و سبه و شتمه و غيرها من الممارسات الغير لائقة التى كنا نأخذها على الجهاز الأمنى ..كيف أصبحت هى نفس ممارسات بعض من فى الميدان؟؟ و كيف تحارب الجلاد و تصبح أنت جلادا أيضا!!!

و ما يتردد عن اعطاء مهلة للمجلس العسكرى بعدها يمكن تشكيل مجلس انتقالى أو ما شابه..على أى أساس يردد أصحاب هذه الأفكار هذا الكلام...هل نسى الثوار أن المجلس العسكرى يحظى بتأييد الغالبية العظمى من الشعب المصرى...؟؟!!

هل نسى من فى التحرير أنهم يوما بعد يوم يفقدون تأييد القاعدة العريضة من الشعب التى ترى الآن فى الثوار و المعتصمين مجموعة من مثيرى الشغب و الفوضى؟؟!!...

هل يقبل المعتصمون فى ميدان التحريربعمل استفتاء شعبى عام عن مدى رضا الناس عن الاعتصامات فى الميدان؟ و هل سيقبلون بنتيجته اذا جاءت تنادى بعدم الاعتصام فى الميدان؟؟!! هل تستطيعون فعلا ممارسة الديمقراطية التى تنادون بتطبيقها؟؟!!

أضف إلى ذلك إصرار أجهزة الإعلام على التركيز على التحرير و ما يحدث فيه و تجاهل السويس و الأقاليم و الصعيد أيضا مما يزيد من حنق و غضب الناس على من فى التحرير لأن "الشعب كله مش هو اللى فى التحرير فليه اللى فى التحرير بس هما اللى صوتهم بيتسمع و احنا لا؟؟"

ما أراه على الساحة ينذر بكارثة..

الهوة تتسع بين الشعب و بين ساكنوا التحرير الآن..انقساما عميقا يحدث فى النفس المصرية و يزداد الغضب و الحنق على من فى التحرير..

ليس هذا فحسب..فبعض من حولى و قد ذهبوا لميدان التحرير فى الأيام القليلة الماضية و عادوا و لسان حالهم يقول "ليس من فى الميدان هم نفسهم من كانوا فى 25 يناير..الآن أصبح المحرك المصالح الشخصية و السياسية و الغرور..و ربما الاستبداد من أجل التحكم فى مرحلة التغيير و مسارها"..مما أدى إلى عزوف الكثيرين عن الذهاب للميدان.

و همسة فى أذن الائتلافات و الحركات و غيرها من الموجات السياسية المعتصمة فى التحرير..لا تنسوا أن ما بدأ كمظاهرة صغيرة فى 25 يناير ..انقلب إلى طوفان و فيضان عارم أطاح برأس النظام السابق بفضل انضمام جموع الشعب للمظاهرات..

بالإضافة إلى فقدان التأييد العام..ففى شهر رمضان قد تهدأ الأمور و لا يستطيع الناس مع الصيام و حرارة الجو..الاعتصام أو حتى التظاهر..

و مع حدوث التعديل الوزارى و ما يليه ..ما قد يلاقى استحسان الشعب عامة...سيزيد من غربة ثوار التحرير عن باقى الشارع المصرى..

لابد من مخاطبة الشارع و معرفة ما يريد..و إذا كانت مطالب الحركات السياسية مشروعة فاعرضوها على الشارع و اقنعوهم بها حتى يقتنع الرأى العام بما تقومون به...

قد يصبح المظلوم ظالما بل قد يتحول ليصير دكتاتورا...


**********************************************************

فضلا إذا أعجبتك مدونتى يمكنك متابعتها بالضغط على
Follow with Google connect
و المشاركة مع الأصدقاء عن طريق Like or tweet
و متابعة بعض المدونات الهامة فى رأيى من قائمة المدونات التى على اليمين
:)


No comments:

Post a Comment